شمس الدين محمود الكوفي عالم فقيه من شعراء عصر المماليك توفى سنه 676هـ على وجه التقريب له شعر رقيق يميل الى الحنين والاتعاظ من ذالك قوله حمامه الدوح في الاغصان نائحه ~*^*~ كما تنوح فنحكيها وتحكينا تشجو وتندب من شوق لمن فقدت ~*^*~ ومن فقدنا فنشجيها وتشجينا وعندما اجتاح التتار بغداد سنه 656هـ دمروها وهدموا كثير من معالمها الحضاريه واحرقوا خزائن الكتب فيها وافنوا تراثها الادبي والعلمي فكان للشعراء دور مهم في التعبير عن الم الماساه والحث الذي نزل ببغداد وبالخلافه العباسيه وفي هذا الصدد نرى الكوفي باكيا باكثر من قصيده خص بها بغداد ووذكر ماثراهلها وتلك المراثي التي مثلت حس العالم والفقيه الذي يراقب دمار بلده ولا يستطيع ان يعمل شيئا ومن نونيته في رثاء بغداد وهي من بحر الكامل اتيتكم بهذه الابيات
الـــنــــــــــــــــــص
ان لـم تـقـرح ادمـعي اجـفـاني ~*^*~ من بـعـد هـجركم فما اجفــاني انسان عيني مـذتـناءت داركـم ~*^*~ ما راقــه نـظـر الى انــســــان يالـيـتـني قـد مت قـبـل فراقـكـم ~*^*~ ولساعــه التـــوديع لا احياني مالي ولـلايام شـتـت خـطـبـهــا ~*^*~ شـملي وخـلاني بــلا خـــــلان مـاللـمنازل اصــبـحت لا اهلها ~*^*~ اهــلي ولا جـيـرانها جــيراني وحيـاتـكـم ماحـلها من بعـدكــم ~*^*~ غـير البلى والهـدم والنــيران ولـقد قـصدت الدار بعد رحيلكم ~*^*~ ووقفت فيها وقـفـه الحـــيران ناديـتهـا يادار ما صـنع الالــى ~*^*~ كانوا هم الاوطار في الاوطان اين الذين عـهـدتهـم ولـعزهـم ~*^*~ ذلا تـخـر معاقـد التـيـجــــــــان كانوا نجوم من اقتدى فعليهـم ~*^*~ يبكي الهدى وشعائر الايمانـي
تقرح : من القروح وهي الجروح الشديده اجفاني الاولى : بمعنى الاجفان مفردها جفن والثانيه اجفى : للتعجب من جفا يجفو اي غلظ وثقل انسان العين :سودها راقه :اعجبه وسره خطبها : الخطب مفرد خطوب وهو الامر الشديد المكروه البلى : القدم الالى : المقصود الاقدمون الاوطار : مفردها وطر وهي الحاجه والبغيه معاقد التيجان :المقصود الملوك
الافــكـار الـتي تـدور حـولهـا القـصـديـه
تدور افكار النص حول حزن الشاعر وتحسره على فراق الاهل ووصف الديار وما حل بها من خراب ودمار وعن تلك المعاني يقول الشاعر ان لم ابك واذرف الدموع غزيره على فراقكم يقصد بني العباس فذالك يعني انني قاسي غليظ القلب اذا لم يعد هناك ما يسعد عيني وايسر النظر اليه بعد رحيلكم فيا ليتني قد مت قبل هذا الحدث الذي شتت الشمل وجعلني وحيدا بعد ان فقدت الاهل والجيران الذين رحلوا تاركين وراءهم دورا مهدومه ونيرانا تاكل كل شيء وقد وقفت الى تلك الديار التي اصبحت مثارا للحيره والحسره وناديتها متسائلا اين اهلك؟ اين سكانك مقصد الغايات ؟ لين حكامك وامراؤك العظماء ؟ فقد كانو اعزه يهابهم الملوك وكانوا كالنجوم يهتدي بهم في علوم الدنيا والدين
غــــــــــــرض الــنـــــــــص
غرض النص هو الرثاء لكنه ليس رثاء للافراد بل رثاء لعاصمه الخلافه العباسيه بغداد الشاعر لم يرق الى مستوى الخدث فجاء خا فتا وجاءت معه المعاني باهته سطحيه لم تزد عن كونها وصفا لحال الشاعر وحال الديار المهجوره التي وقف يبكيها فقد استخدم الشاعر في نصه الكنايه في قوله (( ماراقه نظر الى انسان )) واستعاره مكنيه في قوله (( شتت خطبها شملي )) وايضا كنياه في قوله (( لا اهلها اهلي ولا جيرانها جيراني )) وايضا استعاره مكنيه في وقوله (( حلها البلى والهدم والنيران )) واستخدم التشبيه في قوله (( وقفت وقفه الحيران )) وايضا كنايه في قوله (( ولعزهم تخر معاقد التيجان )) وايضا تشبيه في قوله (( كانوا نجوم من اقتدى )) وايضا استعاره مكنيه في قوله (( يبكي الهدى وشعائر الايماني )) اما المحسنات اللفظسه فقد احتشدت في الابيات حشدا واضحا ومنها الجناس في قوله (( اجفاني ,اجفاني )) و(( انسان عيني , انسان )) و((خلاني , خلان )) و (( الاوطار ,الاوطان )) ونجد الطباق في قوله (( مت , احياني )) و (( عزهم , ذلا )) وقد نوع الشاعر اسلوبه بين الخبر والانشاء ومن الاساليب الانشائيه قوله (( فما اجفاني )) اسلوب تعجب (( ياليتني قد مت )) تمنى يظهر الاسى والتحسر (( مالي وللايام ))(( اين الذين عهدتهم )) وغيرها تدور اغراضها حول العجب والحسره والالم
وفي الاخير تقبلوا خالص تحيه عطره لكم
اخوكم الدعي لكم يوافر الصحه والعافيه
عسااااااااااااااااااااااااااااااااااااااف
~*^*~(( نبذه عن الشاعر *^ شمس الدين محمود الكوفي ^*))~*^*~